نادرًا ما أكتب مقدمةً طويلة للأعداد العامة. أكتفي بكتابة بضع فقرات تصف الأعمال الفنية المختارة للعدد، لكن لا تكفيني فقرات قليلة لوصف جميع ما يحصل حول العالم.
كانت نيتي تسليط الضوء على أعمال فناني وفنانات تبوك عندما أسست وَرد. كانت تبوك تخلو من المتاحف والمعارض الفنية. كانت المساحة الفنية الوحيدة التي أعرفها هي فرع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ولكن فرعها كان دائمًا مغلق وبدون أي أنشطة مجتمعية. لذلك بدأت بالبحث عن مساحات فنية أخرى، وكان أغلبها في الرياض وجدة. لكن تلك المعارض كانت غالبًا غير مرحِّبة. كانت مليئة بلوح وصفٍ باللغة الإنجليزية، وأعمال تتبع النسوية الغربية والاستشراق، وتطغى عليها رائحة شيء مزيف نخبوي ثري. هل زرتم/ن مكانًا من قبل، وكنتم/ن على وشك الحلفان بأن المساحة تطردكم/ن لرائحتها المزيفة؟ نعم، كان هذا الإحساس الذي يطغى على هذه المعارض.
أردت أن تكون وَرد كل ما لم أجده في هذه المعارض. حاول أن يكون محتوى الأعداد باللغتين. تواصلت مع فناني وفنانات قرى السعودية قبل المدن. أغلب المقابلات التي كتبتها كانت مع فنانات وكاتبات. تطرقت لمواضيع كالحرية والجندر، والتي وصفوها بالـ"عفن اليساري" و"منتجات غربية." ظننت بأني حققت كل ما أريده لوَرد: أن تكون مساحةً فنية شاملة، مرحبة، وغير مميزة. لكن وصلت وَرد عدد من المشاركات التي أثبتت بأنني خاطئ. تطرقت هذه المشاركات إلى مواضيع تخص النساء والكويريين. قمت بما يفعله مجتمعنا عندما يتعامل مع أي مشكلة تواجه أقلياته الدينية والعرقية والثقافية والجندرية: تجنبت عرض تلك المشاركات في الأعداد العامة. كنت قلقًا على مستقبل وَرد، ولم أرد أن "أصدم" القارئ بمواضيع "مثيرة" للجدل لم يكن مستعدًا لها. لكن الصمت وتجنب التحدث عنها ليس حلًا. تعدينا مرحلة الحاجة إلى إيجاد مبررات للتطرق إلى هذه المواضيع في مجتمعنا خوفًا من حساسيات غير مبررة.
عزيزي قارئ وَرد، إذا كنت تقرأ حتى الآن، لدي شيء أذكرك به: فناني وفنانات وَرد من الشيعة. فناني وفنانات وَرد من السود. فناني وفنانات وَرد كويريين وعابرين. فناني وفنانات وَرد صاخبين وأصحاب آراء لا يهمها أفكارك المتحيزة. فناني وفنانات وَرد يبتكرون ويبدعون من هوامش المجتمع الذين أجبروا على تركه، لكن الآن لن يتم إجبارهم/ن على الصمت والخضوع.