محمد نسيم مصمم، وفنان، وكاتب من جدة، ويسكن الآن في بروكلين في نيويورك. تخرج في ٢٠١٦ م من جامعة بوسطن بمؤهل بكالوريس في تصميم الجرافيك، ومن كلية رود آيلاند للتصميم في ٢٠١٩ م بمؤهل ماجستير تصميم الجرافيك. فنه يدمج بين الكتابة، فن صياغة الأحرف، واللغة، والكويرية، والتجربة لدمج هذه العناصر. تم توثيق وتمييز أعماله من قبل عدة جهات كإي.آي.جي.إي، وتايپ دايركترز كلب، وكمنيكيشتنز آرت.
دراسات يومية: ٢٠١٩
متى وكيف قررت أن التصميم الجرافيك أفضل وسيلة لإيصال رؤيتك الفنية؟ ما الخامات والوسائل الأخرى التي جربتها وتود تعلم المزيد عنها؟
أحب أن أكون منفتحًا لجميع الاحتمالات، لذلك لا أعتقد أني سأصل يومًا ما إلى إجابة نهائية لما يخص الخامة المستخدمة في إيصال رسالتي الفنية. أظن أن ميولي إلى اللغة والفن منذ أن كنت صغيرًا قادني بشكل غير مباشر إلى اختيار التصميم الجرافيك. يعتبر هذا المجال الفني منطقة حوار لكل من التجريد البصري والتواصل اللغوي. جربت أيضًا صناعة المطبوعات، والخط، والكتب الفنية، والڤيديو، وبرمجة الحاسب. مقياسي الوحيد في اختيار الخامة الفنية هو أخذ كيفية إيصالها عن معنى لغوي بعين الاعتبار. العمل الفني يهدف إلى ترجمة اللغة إلى عمل فني بصري، والعكس صحيح. لذلك أعتقد أن "الترجمة" قد تكون الخامة التي أقصدها هنا.
ما العناصر والمواضيع التي تعتبرها أساسية في تصاميمك؟ كيف تدمجها مع بعض؟
أعتبر التهجين، والتراث، والهوية، والدمج، والمقارنة مهمًا لي. أعتقد أن فن صياغة الأحرف يجمعها كلها. هذه العناصر توجد جميعها بنفس الوقت، وعملي يلفت النظر إليها عبر عكس حقيقتها. أعتقد أن إدراك ما قد لا نقدر على التفكير به أحيانًا لا يتطلب إلا ترجمته إلى شيء محسوس. هذا يشبه استخدام الكلمة العربية تاريخيًا بدلًا من الرسمة، وأجد أن فن صياغة الأحرف غالبًا كأفضل وسيلة منطقية لإيضاح الأفكار.
شعر مترجم بالخطأ: ٢٠١٨
هويتك تضم مجموعة من الخلفيات المختلفة، وبعضها يعتبر مضطهد. كيف يؤثر ويلهم هذا الأمر فنك؟
هوياتي المختلفة تدفع أغلب أعمال الفنية. كوني من ثقافة حجازية متنوعة علمني عما يعني هذا الأمر لي. كل جزء من هويتي يجلب عدسة جديدة أتواصل بها عبر الفن. لكن كل جزء يجلب معه نوعًا من الحمل الثقافي، والمسؤولية، وحتى الامتيازات. هذا يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. أحيانًا أجد نفسي محتارًا بما يتعلق بأصالة وملائمة عملي الفني. لكن أدرك بالنهاية أن كل ما أقدر عليه هو تقديم وتمثيل نفسي االمندمجة التي أرتاح بها: عربي، وحجازي، ومسلم، وكوير (بدون أي ترتيب محدد) لأن هذه هي حقيقتي الوحيدة.
كيف ترشد نفسك في المشاهد الفنية المختلفة بين هويتك الكويرية والإسلام؟ هل تجد نفسك مجبرًا على إخفاء بعض الأجزاء من أعمالك الفنية عند عرضها بالرياض مقارنة بنيويورك؟ ما نصيحتك لمن يجد نفسه في نفس الموقف؟
أظن أن تعقيد هويتي وتجربتي هي قوة تسمح لي بأن أكون قادرًا على عرض أعمالي الفنية بطرق مختلفة ومتنوعة. كل يوم نجد أنفسنا في مواقف تجعلنا نختار رغمًا عنا إما أن نُظهر أو نُخفي أجزاءً من أنفسنا (كاللغة، والثقافة، والميول الجنسي، إلخ) والموقف الذي ذكرته في السؤال لا يختلف عن هذا. بالطبع يكون الموقف محبطًا، ولكن لهذا السبب أبحث في الإنترنت عن مساحات تشمل الجميع كما أذكر في أحد أعمالي: حيث يقدر المرء أن يكون نفسه. كما يمكن له أن يكون مساحةً لاختبار الأفكار التي لم تترسخ بعد. كما أعتقد أيضًا أن تقدمنا كمجتمع يعتمد على المجتمع الفني. نصيحتي هي بناء مجتمعات صغيرة بين المجتمعات الكبيرة التي تعتبر نفسك جزءًا منها. قد يكون هذا المجتمع هو أصدقاؤك المقربون. حتى لو كان المجتمع صغيرًا، سيساعدك ببدء محادثات تولد أفكارًا مختلفة قبل أن تكون مستعدًا لمشاركتها مع بقية العالم.
ميول الأبجدية: ٢٠١٩