عن هوية الإنسان والخامات العضوية: مقابلة مع بشائر هوساوي
بشائر هوساوي فنانة تسكن مدينة جدة. حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة في المعادن والخزف من جامعة الملك عبد العزيز في ٢٠١٥. شاركت بشائر في عدة معارض محلية وعالمية في جدة وأبو ظبي وكولورادو.
تناقش الفنانة العديد من المواضيع في أعمالها، ومن أهمها مشاعر الإنسان وهويته. مصدر إلهامها الأول البيئة التي نشأت بها والخامات المتعددة التي اعتادت جمعها وإعادة تشكيلها منذ أن كانت طفلة تلعب في متجر والدها لبيع المواد المستعملة.
ساهمت نشأتك والبيئة التي أحاطتك منذ الصغر توجهك الفني الحالي. ممكن تصفين لنا هذه البيئة، وكيف غرست فيك الاهتمام بالفن؟ عادةً نقوم كل عام بإعادة تجديد لكامل المنزل، وذلك بإزالة قطع متعددة واستبدالها بأخرى جديدة. كانت القطع التي أزيلت تبقى، وكنت أقوم عادةً بجمعها بكميات كبيرة، ولم أكن أعلم لماذا. لكن تعددت وتنوعت الخامات بشكل كبير؛ فتكونت لدي ذاكرة بصرية دون تعمد.
بالمقابل أيضًا والدي - بجانب عمله الأساسي - كان يملك متجرًا صغيرًا لجمع الأشياء وإعادة بيعها مرة أخرى. كما ظهر حسي الفني في مرحلة الابتدائي أثناء تزيين لوحات المدرسة.
التطهير - ٢٠١٧
تعتمدين في أعمالك على ملاحظة أشياء من محيطك. ما التفاصيل والمواضيع التي تجذب انتباهك وتحاولين مناقشتها بأعمالك، وهل ممكن أن تذكري لنا أمثلة؟
عادةً تكون المواد والخامات المهملة والمستهلكة، وبجانبها أيضًا الخامات والمواد العضوية. من أهم المواضيع التي تحفز إنتاج الأعمال الفنية مواضيع النفس الإنسانية، والمفاهيم العاطفية، وكل مايخص الإنسان ووجوده في هذه التجربة الأرضية.
العديد من الفنانين، خاصة السعوديون، يلجأون للفن كمهنة جانبية بسبب نظرة المجتمع الدونية للفن والفنانين. كيف تحديتِ هذه النظرة بدراستك للفنون الجميلة في المعادن والخزف، وجعل الفن اهتمامك ومهنتك الرئيسية؟ من كان يدعمك ويلهمك في هذا المشوار؟
من وجهة نظري يُعرف عن الفن أنه حدث فطري طبيعي يشد الفنان ويدفعه نحوه بحيث يشعر الفنان أن الفن سلطان ذاته والمتحكم في أفعاله، وبذلك بدون تردد اخترت دراسة الفن، ولا أندم على أي اختيار ينتج عن الفن.
دعمتني والدتي كثيرًا وساعدتني حتى في اجتياز أي نظرات خارجية تقلل من الفن. أعتبر أمي إحدى مرشداتي في الفن، وأثق برأيها كثيرًا.
أعمل في مجال التسويق كمهنة أساسية، وأعتبر الفن أيضًا مهنة رئيسية في حياتي، وجميعهم يمنحوني الاتزان الذي أريده.
Qanfager - ٢٠٢٠
تستخدمين خامات متعددة في أعمالك، وتسعين دومًا إلى تجريب خامات متنوعة. كيف كانت رحلتك في اكتشاف هذه الخامات منذ بداية مسيرتك الفنية، وكيف تتوقعين أنها ستتطور مستقبلًا؟
التجربة الفنية تعطي الفنان الحياة. أعتقد أنني أحاول التواصل دائمًا مع كل شيء يحيط بي. أشعر أنني جزء من كل شيء، وأشعر أنني أستطيع التحدث مع الخامات بدون وسيط، وأجري عليها التجارب، وأكتشف إمكانياتها وما تستطيع تقديمه لي كي أشاركه مجتمعي. إنهم ابطالي الخارقين! لهم إمكانيات عالية، وغير محدودة. تسمح لي الخامات المتعددة ببفعل الكثير، ولا تتردد في إجابة أي سؤال. تدعم فضولي وتحفز إنتاجي. تفهم هذه الخامات قلقي المستمر للتحدث والتعبير عن الجمال
مستقبلاً أعتقد أنه ستتوفر وسائل حديثة تسمح بإمكانية إنتاج وتوفير الخامات من حيث استدامتها، وبذلك تسمح للفنان بإمكانيات لا حصر لها. عرضتِ أعمالك داخل وخارج السعودية بعد فترة وجيزة من تخرجك. ممكن تصفين لنا الجهد وجميع ما تطلبته تلك الفرص منك لانطلاق مسيرتك الفنية كفنانة شابة؟
سنة ٢٠١٧ بالتحديد، ولمدة سنة كاملة، عاهدت نفسي على الالتزام بشكل يومي وإنتاج قطعة فنية صغيرة. كان الهدف من القرار تحدي نفسي واكتشاف إمكانياتي الفنية. بفضل من الله جرى الأمر على أحسن حال.
كنت لا أفوت فرصة زيارة أي معرض فني داخل السعودية، ولا أفوت أيضًا معارض دبي وأبوظبي السنوية كي أستطيع التعرف على المشهد الفني ومشاهدة جميع الفنانين والأعمال الفنية. بجانب ذلك أيضًا كنت أحرص على التغذية البصرية المستمرة للأعمال الفنية العالمية، والتحدث بشكل مستمر مع الفنانين ومناقشة تجاربهم، ومشاهدة حوارات قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. كنت وما زلت أتنفس وأحلم بالفن.
إنسان - ٢٠١٩
تابعوا بشائر على إنستقرام للاطلاع على المزيد من أعمالها.