7.

"إلى من "أعطاني جناحه وأخذ منّي سماي

يُقال "بجناحيه، يُدرك العصفور أن الحرية لا تعني أن يكونَ القفص أوسع من السابق" وأنا -بشعوري- أدرك ذلك بطريقة ما.

لقد كانت كل هذه السَّماوات لي حتى لو لم تكن متوهجة بالشُّعاع، حتى لو كانت مُلبَّدة بالمُحالحتى لو لم أحلِّق إليها بعد. أوجها مداي، ونجمها سناي، شاسع مثلها خيالي، وبعيد مثلها أيضًا، و على شفا منتهاها تنتهي الأحلام، هل للسَّماء منتهى؟ لا، ولا للأحلام أيضًا.

ٍثم أتيت أنت بمثابة سقف، جاعلًا لكل شيءٍ حدّ.

لماذا قد أبدل سماواتي بسقف مهما كان مرتفعًا، جميلًا، واهبًا للأمان ووجوده باعث على الراحة؟

لماذا قد أشاطرك قيد بكِلّ انحيازي إلى التفرد؟

لماذا أتجاهل تعثُّري بعتبة الزمن، سقوطي بعتبة الشعور، وأمضي متوكِّأة على حيرتي إلى هذاالتجربة؟ أنا على رأي أثير: "أريد تجارب  تضيف  لي  لا  تجهز علي." لم  تترك  لي  الحياة  ترف أن أقامر، لقد عبثت بي حتى بت أحفل منها بأكثر أيامها عادية، تلك التي  لا  تحمل  وهج بداية ولا حشد نهاية، وأحيانًا كان يقنعني منها حزني الذي ألِفته، على ألا تبتكر لي حزنًا جديدًا، على ألا يطويني الخوف من جديد، فأنا أمقت الخوف، ولا أمان دون حريَّة.

لماذا مددت للحياة يدًا تصافح بينما أتقي بالأخرى منها صفعة؟

لماذا مضيت في دروبها دون خارطة، حتى وصلت إلى الطريق الذي طالما طالتني وعورته قبل أن أسلكه،  وحين  فررت  عائدة منه أضعت  طريقي إلي،  لا  زلت  حتى  لحظة  كتابتي  لهذا التَّيه في التَّيه، أكفر بالجهة والدليل والأيادي الممدودة والنجوم التي تلوح لترشدني.

يا الله لا أريد يدًا ولا نجمة، لا أريد إشارة متوارية، لا أريد رؤيا، لا أريد شعورًا، أريد خارطتي، أريد خارطتك، أريد كل الطرق المتاحة،  أريد  أن  أمضي  حيث  أختار، ويكون  باستطاعتي  دائمًا أن "أشارك صغار العصافير درب الرجوع" إلى صدر أمي.

نور كاتبة من الطائف. يمكنكم متابعتها على مدونتها وحسابها على تويتر