نسرين شيخ جمل الليل من مواليد مكة المكرمة ١٩٩٠. درست المرحلة الابتدائية في مكة المكرمة، ومن ثم انتقلت مع والدتها للعيش في إنجلترا، وأكملت باقي المراحل الدراسية هناك حتى نالت درجة البكالوريوس والماجستير في دراسة فن التصوير الفوتوغرافي من جامعة ويستمنستر في العام ٢٠١٣ م. كانت لديها الموهبة من صغرها في الرسم والتصوير وطباعة الصور وبدأت الانشغال الحقيقي بالأعمال الفنية في الخامسة عشر من عمرها. بدأت بترجمة صورها لكتب وقامت بطباعتها وكان أول معرض رسمي لها في لندن عام ٢٠١١ م. وقدمت بعد ذلك أكثر من عشرين معرضًا موزعة في الرياض، وجدة، والمنطقة الشرقية، ومسقط، وأمريكا والمكسيك. اُنتخبت مع بعض الفنانين من إنجلترا لعدة مهرجانات للفنون التشكيلية حول العالم قدمت فيها ملخصًا من أعمالها المرئية والمطبوعة، وتم انتخابها كممثل لفنون الثقافة العربية الإسلامية الذي يعقد كل سنتين في لندن وتمت تغطيتها من صحيفة الجزيرة.
ما دور أعمالك في زيادة الوعي بمفاهيم عدة كالجندر والهوية؟ وما أهمية مناقشة مفاهيم كهذه؟
الإنسان (غائي) بالطبع ومحب للتميز؛ لذلك هو لا يعمل شيء إلا وله غاية، ولابد في الغايات أن نتسابق لمعرفة الغاية الأسمى والمميزة والوصول لها إما بالمقال وإما بالأعمال، ( وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ).
لذلك جعلت غاية أعمالي هي إعطاء الصورة الحقيقة عن جمال الإسلام، لا أقول أن أعمالي الفنية حسنت صورة الإسلام بل أقول بصدق إن الإسلام في صورته الحقيقة هو الذي يعطي صفة الجمال لأعمالي، وسوف يبقى يعطيني ويعطي غيري من الفنانين بكافة أطيافهم.
الوعي معناه: إدراك الشيء على حقيقته، لذلك فإن أول الوعي هو وعي الإنسان بنفسه والفن هدفه إخراج هذا الوعي في أحسن الصور. الهوية والجندر من الأمور المفهومة للإنسان سلفًا، لذا فاقترانه بالفن مهم جداً لأن الفن يعمل على تنقية معاني هذه الأمور من المفاهيم الخاطئة، وأما عن النقاش في هذه المسائل فهو مهم للفنان لأنه يزيد في رصيده الفني ويستطيع من خلال النقاش أن يوسع أعماله الفنية.
مجرَّد
كيف تحرصين أن تخاطب أعمالك المتلقي العربي، والسعودي تحديدًا؟
أحرص دائماً أن تكون أعمالي ملهمة للإنسان العربي والسعودي تحديداً لأن شبه الجزيرة العربية (جزء منها السعودية حاليًّا) تشكل النواة الأولى للعرب والإسلام؛ فأجتهد دائماً لتبسيط أعمالي الفنية لتشجيع الفنانين المسلمين للمشاركة وتقديم أعمالهم الفنية حتى ولو كانت بسيطة في الأهداف والمحتوى والسعودية يوجد بها المحبين للفن والفنانين بكافة المراحل العمرية القادرين على إعطاء صورة جميلة ومشرفة والتاريخ يشهد أن العرب أحسن الناس في الخيال وجودة العقل ولمعانًا في الخواطر. فمن قرأ الأشعار العربية التي كانت تمثل الإعلام في وقتهم وجد تلك المشاهد البديعة التي رسمها شعراء العرب.
ڤارينت سپيس
ما أهمية توفير مساحة فنية مخصصة للنساء المسلمات في عصرنا الحالي كمنصة ڤراينت سپيس وما دورها في التغلب على الصور النمطية؟
إذا كانت المنصة الفنية للمرأة المسلمة في وقت من الأوقات ذات أهمية فهي الآن أهم وأشد في الأهمية فنحن نعرف أن المرأة المسلمة تتعرض من داخل المسلمين ومن غير المسلمين لسوء فهم؛فينبغي على الفنانين أن يخرجوا المفاهيم الإسلامية عن المرأة أحسن الصور وأن الإسلام استطاع بالحكمة والموعظة الحسنة أن يغير حالها من كائن منبوذ يدفن في الطفولة إلى كائن مقدس له كامل الإحترام، فنحن نستطيع أن نسير على الخطوة الإسلامية العظيمة، والتي كانت في ذلك الوقت تعتبر خطوة إعجازية ينبغي تقديرها من البشرية بدايةً من الفن والفنانين.
كيف ساعدتك خلفيتك الأكاديمية في التصوير على إيصال فكرتك خلال أعمالك؟ وهل تعتقدين أن أي فنان يجب أن يكون ملمًّا بها؟،
نعم، ساعدتني الدراسة الأكاديمية في تحديد الفكرة التي ينبغي أن أضع جهدي فيها، وساعدتني أيضًا في صقل موهبتي من خلال مراجعة المعلمين في الجامعة وإعطائي مزيدًا من الخبرة والعناية، وأيضاً لا ننسى أن الدراسة الأكاديمية توفر للفنان الوقت والتفرغ والإستفادة من الزملاء بطبيعة الحال.
خلف الحجاب
هل تعتبرين أعمالك حوارًا مع ذاتك، أم أنها تتخطى ذلك وتشمل جميع من حولك؟
أعتقد أن الحوار مع ذات الفنان مرحلة متقدمة فهو لا يستطيع أن يخوض في غمار الإبداع إلا بعد انتهاء الحوار مع ذاته، وأما الحوار مع من حولي فهي شيء أكيد، فكم من حوار تمت ترجمته إلى أعمال.
كفنانة سعودية، هل لاقت أعمالك تقديرًا من المعارض والجمهور الفني كما لاقت من المعارض العالمية كـإيست أوڤ وست؟
نعم بالتأكيد لاقت الكثير من التقدير ولذلك تمت دعوتي في عدة عواصم مثل الرياض ومسقط وواشنطن ونيو مكسيكو وأعتبر أن هذا النجاح والتقدير خير رسالة للفنانين.