".لا تجعل حياتك ماريونيت بين أيدي الخوف"

الخوف هو المصدر الأساسي للخرافات، وأحد أهم مصادر القسوة؛ لذا فالانتصار على الخوف هو بداية الحكمة. - برتراند راسل

مضى الكثير، وأنا أعتقد بأن الشخص الحر هو من يمتلك القرار بيده. لكن مفهوم الحرية كان يحتاج إلى نظرة شاملة في ذهني حتى أتمكن من فهم أبعاده الأخرى! كان نوع من الحرية غائبًا عن عقلي كلياً، وهو الخوف الذي قد يكون بمثابة عرقلة، وقيود تحيط بها نفسك، ولا تدرك بأن كل شيء تخافه خارج إطار المعقول سوف يتحكم بك ويسرق حريتك.

يقال بأن الخوف يحمي الإنسان!  تبدأ طفولتك بضرورة شعورك بالخوف من اللعب بالخارج حتى ساعات متأخرة كي لا تتعرض لأي مكروه، وأن لا تتحدث مع الغرباء؛ فليس جميعهم أشخاص جيدين كما تتخيل. تكبر، وبدورك أنت تحول هذا الخوف الإيجابي الذي كان يحميك إلى خوف سلبي لا طائل منه. تبدأ تعليم نفسك بأنه يجب الخوف من الأشياء الجيدة أيضاً، ومن النجاحات المتتالية، وكيف سوف تكون نهاية هذا النجاح، وتضيع فرصة العمر التي قد تكون وظيفةً بمنصب جيد لأنك خائف من أن تبدأ حياة جديدة بمدينة أخرى. تتقدم بالعمر، وتخاف التعرف على أصدقاء آخرين متعذرًا انك مكتفٍ بدائرتك الاجتماعية الصغيرة. تخشى التجارب الجديدة التي قد توسع آفاقك قائلًا أن هذا ليس أنت، وهذا لا يناسبك،

وبينما هناك ملايين الهوايات، والوسائل التي بإمكانها أن ترفه عنك، تقرر تجنبها خوفًا على وقتك من الضياع. عدد لا منتهي من الكتب تريد قراءتها، ولغات ترغب بتعلمها، ولكنك لا تفعل هذا لأنك خائف بأن الأوان قد فات. معظم الأشخاص حول هذا العالم يحملون بداخلهم مشاعر مهما كانت طبيعتها، وهذه المشاعر قد تظل إلى الأبد بداخلهم لا يتفوهون بها لأنهم خائفين.

والآن، بعد سنين طويلة، أنت وحيد وعالق في وظيفة رتيبة قد كان بإمكانك تغييرها، ومعلوماتك ضيقة، وتجاربك محدودة، ووقتك مهدر، والمشاعر الوحيدة التي تملكها الخوف!


يمكنكم متابعة هناء نور على تويتر لمزيدٍ من أعمالها.