20.
!في البدايات الحاكمة
:البداية
أنت متردد إن كان ما كتبت يستحق القراءة والتأمل، أليس كذلك؟
لا بأس، حتى أنا أتردد كثيرًا قبل أن أبدأ في الكتابة وتعرية بعض أفكاري
.ولكنَّني أبدأ
:المتن
.لنتفق على أن من طبيعة البشر التردد فيما لا يملكون سابقًا معرفة حوله
إن كنتَ تتفق فأنت بالتأكيد تشعر كما أشعر حينما أشتري كتابًا حصل على إعجاب الكثير من القرَّاء ثم أبدأ بقراءته، ولكنِّي أتفاجأ بالملل يتسلل إليَّ وأنا أقلب صفحاته الأولى وأتفكر بل وأتساءل هل يعقل أن أؤلئك القراء كلهم كانوا معجبين به حقًا أم أنهم اتفقوا على المبالغة في وصفه؟
أو أن الإشكال يكمن فيَّ أنا ، بحيث أنني ربما أعاني من مزاج مضطرب حينها أو أنني لم أبلغ بعد مستوى الفكر الذي يمكنني من الوصول لعمق الكاتب في صياغته لأفكاره والتلذذ بها؟
ولكن لا بأس بالتردد والخيبات إن كانت في حدود قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو زيارة مطعم لم أذق طعامه من قبل، كل ذلك لا بأس به فلا تعدو كونها تجربة إن !لم نربحها عُدّت لنا درسًا في الحياة بدأ وانتهى في زمن قصير
ولكن ما حال تلك الأفكار وتلك المشاعر التي تراودني حينما ألتقي شخصًا لأول مرة وأشعر بارتياح معه وانجذاب نحوه ولكنني لست أعلم إن كانت تلك اللحظات انعكاسًا لعلاقة قوية في المستقبل مملوءة بالثقة والتضحية والمودة والإخاء ، أم لا!
أعترف حقيقة أن الأفكار التي تراودني كثيرة حين يتكون الانطباع الأول لكل تجربة جديدة
ولكن كم هي التجارب التي خضناها فكانت بدايتها غامضة ولكننا صدمنا بنهايتها الممتعة!
!وكم هي العلاقات التي بدأناها بالشدِّ والخصام وانتهينا فيها بالودِّ والوئام
:بالمختصر
لا تجعل من الانطباع الأول حُكمًا قاطعًا، فأنا وأنت خُلقنا في هذه الدنيا من عَجَل، وأنا وأنت عُرِفْنا متغيّري .المزاج ومتجدّدي الفكر