متى بدأت رحلتك مع الفن؟
رحلتي مع الفن بدأت عندما كنت طفلًا، كان عمري تقريبًا 6-7 سنوات. بدأت آخذها بمحمل الجد وأركز عليها في سنة 2012 م. عندما بدأت كنت أقلد، لم يوجد شيء في بالي، كل رسمي تقليد لرسومات لفنانين آخرين. استخدمت أغلب الأحيان ورقة وألوانًا خشبية، ثم بدأت الرسم على لوح، ولكن قليلًا. في 2009، بدأت أتشجع، وفي 2012 بدأت بجد.
ما الذي يلهمك لممارسة الفن بشكل عام؟
عدة أسباب، ولكن أولها وأهمها هي الراحة. عندما أرسم أنا أرتاح وأستمتع. أقضي وقتي وأنا مسرور فيه، وهو شيء يسعدني. الأسباب الأخرى التي تلهمني هي عندما أرى أشياءً؛ سواء رسومات للفنانين الآخرين، أو أعمال فنية من أنواع محتلفة سواء مجسمات أو تصوير أو أفلام أو نوع من الفن. كلما أراها يأتيني الإلهام، وأبدأ عملًا.
من الفنانون المفضلون بالنسبة لك؟ ولماذا؟
طبعًا بابلو بيكاسو فناني المفضل، وجورج كوردو ومايكل غودرقق. أُفضِّل أعمالهم لأنها خارجة عن المألوف. هم الوحيدون اللذين –بوجهة نظري- يقدمون شيئًا الآخرين لا يقدموه. أغلب الفنانين يقدمون أشياءً عادية جدًا، والكثير من غيرهم يقدموه، وأشياء بالطبيعة سواء رسم طبيعة أو رسم أشخاص. هؤلاء الثلاثة يقدمون أشياءً من الخيال؛ الرسم السريالي. يرسمون أشياءً مستحيل أن تراها بالحقيقة؛ أشياءً خارجة عن المألوف: مجسمات غريبة، وأشكال غريبة. وهذا أكثر نوع من أنواع الفن يعجبني.
هل أثَّر تخصصك الجامعي بأي شكلٍ من الأشكال على فنك؟
صراحة لا. العكس. فني ألهمني في الدراسة. في مجال التسويق عمومًا كلما كنت مبدعًا أكثر، وتقترح أشياء خارجة عن المألوف يكون أفضل. فهذا الذي أثر عليه. كنت أرسم أشياء خارجة عن المألوف، وفي التسويق هذا شيء يفيدك.
لماذا تفضل الفن التكعيبي وأساليب أخرى على الواقعي؟
الأسباب: الأول التعمق. الرسمة العادية تراها فتفهمها من أول دقيقة. هذا شخص، هذه يد، هذه رجل، واضحة! التشكيلي ممكن تستمر خمس دقائق، عشر، أو أحيانًا أيام وأنت لست فاهمًا أو مستوعبًا الأشياء التي في الرسمة: هذه يد، لماذا تخرج من هنا؟ من أين أتت هذه؟ أين وضعها؟ فأنت لم تفهم الرسمة؛ فتأخذ منك وقتًا حتى تفهمها، فالتعمق فيها أكثر، والتفاصيل فيها أكثر، والحرية فيها أكثر. لست مقيدًا؛ فأنت إذا رسمت يد ترسمها بعشرة أصابع، ولا توجد مشكلة؛ فلا شيء يقيدك. ليس هناك صح أو خطأ، أي شيء تفعله صحيح.
حدثنا عن الأسلوب الخاص الذي ابتكرته في أعمالك.
أسلوبي مستوحى من أساليب الفنانين اللذين كنت أقلدهم في السابق أو الأشخاص اللذين يعجبوني جدًا، وذكرت أساميهم. أسلوبي له طابع عربي، أغلب رسماتي فيها سواء مشالح، أو قهوة، شيء من الطابع الخليجي أو العربي، وفي نفس الوقت أستخدم الأساليب التي استخدموها: الرسم التكعيبي أو السريالي. صراحة أشتغل على نفسي حاليًا ليكون أسلوب فريد أكثر، ليس مرتبطًا بهم، ولا يكون قريبًا منهم؛ شيء مختلف تمامًا.
لكن لم أصل لتلك المرحلة.
تقهوى
ما الأفكار التي تحاول إيصالها من خلال أعمالك؟ هل هي خاصة بفيصل كشخص، أم بمجتمعه؟
لا توجد أفكار أو رسائل معينة في رسماتي. رسماتي فقط تجسيد لأشياء أراها في المجتمع أو أراها بحياتي اليومية، سواء كان هو شخص أو مادة؛ فهو تجسيد فقط. لا توجد رسالة أو هدف، هي فقط للتأمل، وعكس أشياء موجودة في الطبيعة بطريقة غير مألوفة.
أخبرنا عن آخر أعمالك.
آخر أعمالي لوحتان؛ امرأتان وجههم عبارة عن مربعات تحجبها. الفكرة كانت بسيطة؛ فالسعودية في فترة يغبشون على الأوجه، وبالذات أوجه النساء على البضاعة، فهذه الفكرة جاءت منها تجسيدًا لتلك الفكرة.
Censored I
Censored II
هل هناك فن "سيئ" أو "قبيح"؟
لا، في رأيي الناس أذواق. من الممكن أن أرى لوحة كأحسن لوحة في العالم، ومن الممكن أن أراها كلا شيء. توجد لوح من الممكن أن تكون عالمية بلا رسمة، فقط خط أو لون واحد لكن لها معنى. اللوحة أو الفن له جزئين، الرسمة نفسها والمعنى. هناك رسمة جميلة لكن بلا معنى، وهناك أحيانًا عمل رسمة، أو حتى لون لها معنى عميق، وقصة. فيعني في رأيي كل رسمة لها قصة سواء معنى أو شكل.
ما الغاية من مشاركة الفنان في المعارض الخارجية؟
أن تكون له بصمته الخاصة. في حالتي أنا، الذي يرى أعمالي يرى طابعًا عربيا، هناك شيء من بلدي، سواء شماغ، أو حجاب، أو مشلح، أو قهوة. يعرف الشخص أن هذه الرسمة من شخص عربي.
ما شعارك في ممارسة الفن؟
شعاري ما فيه طريقة صح أو خطأ في الفن، لا أحد يستطيع أن يخبرك أن ما تفعله خطأ. كل شيء مقبول، سواء كان من ناحية الأشياء التي تستخدمها كمواد، فهناك ناس يرسمون بالقهوة، هناك ناس يرسمون بالألوان، هناك ناس يرسمون بالدم، بالتراب، هناك مليون شيء، ولا يوجد شيء خطأ! أو من الأشياء التي ترسمها.