pəˈfɔːm(ə)ns | استعراض
الجوهرة "جيجي" تستلهم من "اللؤلؤ" أسطورة لوحاتها الخاصة
يبدو أن المصورة الفنانة الهولندية الأصل "الجوهرة جيجي" استلهمت من اسمها حكاية لوحاتها الأسطورية، عندما اتخذت من جوهرة "اللؤلؤ" رمزا للكلمات والانوثة الصارخة التي دوت في أجواء عاصمة الثقافة "إمارة الشارقة" حيث قدمت صورها لسلسلة من النساء اللواتي يؤدين حركات بدنية رشيقة هدفت منها إلى تنقل الكلمات والاصوات المنطوقة في تناقض صارخ مع حالة من الصمت التأملي للصورة الفوتوغرافية، في محاولة نجحت فيها بجدارة في أن تقوم برصد وتصوير التوتر ما بين الصمت والكلام.
ويبدو أن الفنانة التي زارت العديد من بلدان العالم لمعايشة حضاراتها وثقافتها، بالدراسة والتأمل والرصد والتصوير، قد انشغلت بقِصّة اللؤلؤ الذي أصبح من اهم أيقونات عالم الثراء على مرّ السنين، قد جذبها ليس لأنه نادرٌاً، و فريداً وغامضاً فحسب، بل لأنه كان ايضاً رمزاً للثروة والنقاء، سحر قلوب النساء على مدى سنوات وسنوات، ذلك الحجر "اللّؤلؤ" الذي انتقل منذ عصور من قعر البحار والمحيطات إلى عنق المرأة، معصمها، أصابعها، رأسها وملابسها. جال في رحلةٍ عبر المواسم حتى حطّ رحاله معبراً عن أنوثة ليصبح أيقونتها الخاصة.
"الجوهرة جيجي" أدركت أهمية ذلك الحجر واختارته ليكون أيقونتها الخاصة، بل وحفظت تاريخه عن ظهر قلب، فهي الفنانة التي توحدت مع حبة اللؤلؤ الصغيرة، تلك التي بدأت قصتها مع الملوك والملكات، فعاد أقدم عقد لؤلؤ إلى أميرة فارسيّة، حيث يُعرض في متحف اللّوفر الفرنسيّ، وبمرور السنين لم يعد هذا الكنز محصوراً بعالم الملوك بل أصبح متاحاً للجميع.
هكذا انطلقت "الجوهرة جيجي" في لوحاتها الفوتوغرافية الفنية التي ربطت فيها بين اللؤللؤ والمرأة، لتعبر عن مكنوناتها الصارخة، محاولة ان تنقل لنا لغة الأنوثة بشكل مبدع ومبتكر.
شاركت جيجي في معارض اقيمت في بلجيكا وهولندا والصين وايطاليا والبرتغال وانجلترا والمانيا والامارات والمملكة العربية السعودية وقد تلقت العديد من المنح والدعم من هولندا.
جيجي مصورة مستقلة عملت مع المنظمات الثقافية العالمية، والفنانين، والمهندسين المعماريين، ووكالات الاعلان، والصناعات التقنية، وشركات الخدمات، وإستوديوهات التصميم، والناشرين كما قدمت محاضرات، وورش عمل حول التصوير الفوتوغرافي، وعملت في العديد من البرامج التليفزيونية والاذاعية، هذا بالإضافة إلى أنها درست التصوير الفوتوغرافي في اكاديمية ستيدلييك في هاسيليت، وبعد أن عاشت في العديد من الدول الاوروبية، اختارت مدينتي "الرياض" "وجدة" في المملكة العربية السعودية للاستقرار فيهم، ويبدو ان قضايا وهموم المرأة العربية ستكون في مقدمة أولوياتها خلال المعرض المقبلة
- أمل سرور ©