كلمة العدد

،أهلًا بك 

قد يبدو الدين من أول نظرة كمجموعة من المعتقدات التي تحث متبعيها على ممارسة عبادات معينة. لكن بعد نظرة أعمق، ستجد أن للدين أثرًا وارتباطًا واضح لأغلب جوانب حياتنا، كالعادات والثقافة والاقتصاد والسياسة وغيرها. لكن هناك جانب مفقود من نقاشاتنا العامة أو محادثاتنا الخاصة عن الدين. هذا الجانب يكمن في تأثير الدين على نظرتنا لأنفسنا وللعالم من حولنا؛ فالدين، كأي نظام معتقدات، يعطينا عدسة كي نستخدمها لفهم أنفسنا ومحيطنا. حتى لو عرضنا هذا الجانب في نقاشاتنا ومحادثاتنا، فإن الاعتقاد السائد هو أن تلك العدسة متشابهة للجميع. طريقة مناقشة هذه العدسة بهذه الطريقة خطرة لأنها تجزم أننا جميعًا لدينا علاقات وتجارب متشابهة مع الدين. وهذا أمر غير صحيح البتة.

لذلك طلبنا من المبدعين والمبدعات في السعودية أن يشاركونا في تغيير الطريقة السائدة التي نتحدث بها عن الدين. دعوناهم لأن يشاركونا طريقة فهمهم وتعلمهم للدين، وكيفية تأثير الدين على علاقتهم بأنفسهم ومجتمعاتهم، بالإضافة إلى رحلتهم مع الدين كتجربة شخصية وجماعية. كل المشاركات التي وصلناها تعرض بإبداع واضح إجابات وتوجهات مختلفة لهذه الأسئلة. كل مشاركة توضح شجاعة مشاركها لأنها تطلبت الغوص في مواضيع غالبًا نتجنب مناقشتها بشكل عام.

نبدأ العدد بمقابلة مع محمد الفرج، الفنان الذي يبتكر أعماله باستخدام الفيلم والتصوير والكتابة. شاركنا محمد قصصًا من نشأته في الأحساء، ومن ضمنها قصة وقوعه في الحب مع الكاميرا عندما كان يوثق الشعائر الدينية في قريته. ثم نعرض لك مجموعة من الرسومات والصور والنصوص من مشاركينا. تختلف الخامات والمشاركات وتشمل الفن الأدائي والتصوير والكولاج والشعر وغيرها. كل مشاركة خلفها قصة تناقش الدين من زاوية مختلفة، وتحكي لنا عن مساجد مكة ومزارع نخيل القصيم وأزقة القطيف.

ممتنون لكل من شارك جزءًا منه مع العالم عبر منصتنا. لولاكم لما استطعنا نشر هذا العدد. نأمل أن تحثك مشاركاتهم على التفكر بالأسئلة والمواضيع التي طرحوها عن الدين. ونأمل أيضًا أن تجد في ثناياها أجوبة على الأسئة التي لطالما خطرت على بالك.

،دمت بود 
خالد القحطاني 
المؤسس ورئيس التحرير