لا أستطيع تخيل تأثير هذه السنة عليك مع بداية جائحة صحية هزت كياننا، وتغير الحياة التي نعرفها ونألفها، والعديد من الكوابيس حول المستقبل. إلا أن هذه الأحداث دفعت الكثير منا للتفكر بالطريقة التي غيرتنا بها هذه السنة.
لا أتذكر أغلب ما حصل خلال هذه السنة، ولكن الإرهاق والهالات التي أحملها في كل مكان معي تذكرني بأثرها علي. بدت الأيام متشابهة لدرجة أنها تكاد أن تكون متطابقة، وانعدم وجود الزمن بشكلٍ تام. كان الشيء الوحيد الذي قد يثبت تغير الأيام ووجود الزمن هو شروق الشمس المتبوع بغروبها بشكل مستمر.
بينما قد يستطيع الفيزيائيون تفسير الزمن رياضيًا، إلا أن تأثير مرور الثواني والأيام علينا - خصوصًا في هذه السنة - يختلف من شخصٍ لآخر ولا يمكن اختصاره بمعادلة. تختلف تعريفاتنا للزمن ومعناه. كما تختلف الطريقة التي نوثق بها مروره. قبل إعلان استقبال المشاركات في عدد الزمن، أدركت أن إدراكي لمرور الزمن محدود ببداية سنة دراسية وانتهاء أخرى، وأن توثيقي الشخصي له لا يكاد أن يتعدى بضع صفحات يومية بدأت كتابتها قبل ٥ سنوات وخاصية ”الذكريات“ على سنابشات. هناك العديد من الأشخاص والأماكن والروائح التي لا أتذكر منها إلا القليل لأن فهمي للزمن وطريقتي لتوثيقه كانت محدودة بهذه الطرق.
طلبت من فناني وفنانات وَرد مشاركتنا في عدد الزمن تفسيرهم لمفهوم الزمن، وكيف يوثقون وجوده. بعضهم يخبز كعكات البرتقال لتذكيرهم بأجدادهم، وبعضهم يكتبون قصائدًا عن ذكريات شكلت كيانهم. بعضهم يرسم على الرمل، وبعضهم ينحت الحديد. لم أجد طريقةً واحدة لفهم وتفسير تأثير الزمن عليهم، بل وجدت عدة خامات وطرق يوثقون التغيرات التي تطرأ عليهم وعلى حياتهم مع الزمن.
نشاركك هذا العدد في الليلة التي تسبق بداية عامٍ جديد آملين أن يمدك بالدفء، وأن يذكرك أن جميعنا مررنا بهذا العام سويًا وتشاركنا إرهاقه وهالاته.