9.
شجنُ قدس
يا قدس قلبُكِ قد غدا أحزانا
وغدا شجون فؤادنا نيرانا
وأتى الغريب فحلَّ في أرجائها
سرق الدِّيار ومزَّق الأوطانا
بات الغُزاة على سُطور دمائِنا
يتشاركون الرقصَ والألحانا
يا ويحَ بلفورَ بوعدٍ جائر
هدَّ الديار وهدَّم الأفنانا
دعهم يموجوا في هوى طغيانهم
سَيُبيدُ حكم إلهنا الطغيانا
ها أنتِ ذا نجمٌ يضيء بروحنا
وهجًا يلوح بأرضنا وسمانا
وطنَ الرسالات العظيمةِ أعلني
بين الشعوب محبةً وأمانا
فعلى مآذنِكِ القديمةِ قصةٌ
تسقي الأنام الحب والإحسانا
فرسًا قدمتُ وفي يميني أحرفٌ
أعدو إليكِ سنابِكا وعِنانا
سأعود والنصر المبين وقدسنا
قلبًا يُوشَّحُ بالهدى وجُمَانا
وعلى ربوعِك كم تألق وازدهى
آي النبوة ترشد الحيرانا
تكسو أزقتكِ طهارة مريم
كم أذهلت بعفافها الإنسانا
تخطو وروح الله بين أكفها
نطق الصغير فأخرس البُهتانا
وولدت من رحم السماء فها هنا
بشرٌ سما ليُخالِل الرحمنا
يا قبلتي الأولى ومسرى أحمدٍ
أسرجتِ فوق فضائنا الأكوانا
من غرسةِ الزيتونِ أكتُب أحرفي
وإليكِ أَسقي الروض والبستانا
سيظلُّ نورُ الله في صلواتِنا
يُهدي السلامَ اليكِ يا أقصانا
وتظلُّ رغم الجُرح في وجداننا
طيرًا يحلِّق في السما وجنانا
أمضي اليكِ قصيدةً و محبةً
ووضاءةً وسماحةً و حنانا